ربما كان الحديث عن أمين الريحاني هو الأصعب في تناول ما أنتجه النهضيون التنويريون لأن محيطه واسع ومتلاطم، فتحار من أين تتناوله، وهو الشاعر والروائي والقاصّ والمسرحي والباحث والمؤرّخ والرحّالة، وهو الناقد والخطيب والرسّام. وفي مجموع هذا هو المربّي والسياسي والإصلاحي في عصر مفصلي...
وهو الشاعر منذ لُمَع مشرقه قبل 50 سنة إلّا قليلا، والمثقّف المسكوني والمتفكّر في قضايا الوجود والناقد الحصيف في مسيرته الغنيّة منذ كتابه مرايا متعاكسة، ليتكلم على الريحاني الذي ملأ الدنيا وجاب الأقطار وخصّ المشرق ونهضته بنتاج وفير وأفعال شجاعة.
كتب الريحاني في العديد من الأجناس الأدبية كالشعر والرواية والمسرح والسير والرحلات والنقد، كما ألّف في العديد من الحقول المعرفية الأخرى كالفلسفة والتاريخ والاقتصاد والاجتماع والجغرافيا ومارس الرسم والتمثيل، إضافةً إلى سيرته النضالية ضدَّ الاحتلال الفرنسي.
في هذا الكتاب سنتعرَّف عن قرب على الرجل الموسوعة لنتتبع سيرة حياته وننهل من علمه ومعرفته.
